مخاطر ومضاعفات شفط الدهون وكيفية تجنبها والتعامل معها في المستشفيات السعودية.

تُعد جراحة شفط الدهون (Liposuction) إجراءً شائعاً وآمناً نسبياً عند إجرائه على يد جراح تجميل مؤهل وفي بيئة مستشفى مجهزة. ومع ذلك، وكأي تدخل جراحي، فإن شفط الدهون لا يخلو من المخاطر والمضاعفات المحتملة. إن الوعي بهذه المخاطر، والإجراءات الوقائية المتبعة في المستشفيات السعودية، يلعب دوراً حاسماً في ضمان سلامة المريض والحصول على أفضل النتائج. .(جراحة شفط الدهون في الرياض)

I. ? المخاطر والمضاعفات الشائعة بعد شفط الدهون

تُقسم المخاطر إلى فئتين: المخاطر المتعلقة بالجراحة نفسها والمخاطر الجمالية.

1. المخاطر الجراحية والطبية

• الوذمة والتورم والكدمات (Edema, Swelling, and Bruising): هذه الأعراض شائعة وطبيعية، وتنجم عن صدمة الأنسجة وتسرب الدم والسوائل اللمفاوية.

  • كيفية التعامل: تُعالج بارتداء المشد الضاغط، والراحة، وجلسات التصريف اللمفاوي.

    
    

• تجمع السوائل (Seroma): هو تجمع للسوائل المصفرة (اللمف) تحت الجلد في منطقة الشفط.

  • كيفية التعامل: يتم تصريفها بإبرة رفيعة في العيادة، وغالباً ما تتطلب تكرار التصريف لبضعة أيام.

• التنميل والخدر (Numbness): قد يشعر المريض بخدر أو تنميل مؤقت في المنطقة المعالجة بسبب تأثير الجراحة على الأعصاب الحسية السطحية.

  • كيفية التعامل: تختفي الأعراض تدريجياً خلال أسابيع أو أشهر، ونادراً ما تكون دائمة.

• العدوى (Infection): حدوث عدوى في موقع الشقوق.

  • كيفية التعامل: تُمنع بإعطاء المضادات الحيوية الوقائية قبل الجراحة وبعدها، وتتطلب علاجاً سريعاً بالمضادات الحيوية في حالة حدوثها.

2. المخاطر الجمالية والشكلية

• عدم الانتظام وتعرج الجلد (Contour Irregularities): قد يصبح الجلد متعرجاً، أو متموجاً، أو غير متساوٍ، خاصة إذا كان شفط الدهون سطحياً جداً أو تم إزالة الدهون بكميات غير متساوية.

• التليف والتصلب (Fibrosis): تكوّن تكتلات صلبة تحت الجلد بسبب تجمع السوائل وتندب الأنسجة.

• التصبغات الجلدية: تغير لون الجلد في منطقة الشفط (عادة ما يزول مع الوقت).

II. ?️ الإجراءات الوقائية في المستشفيات السعودية لتجنب المخاطر

تتبع المستشفيات والمراكز الجراحية الرائدة في المملكة بروتوكولات صارمة لتقليل مخاطر شفط الدهون:

1. الاختيار الدقيق للمريض

• التقييم الشامل: لا يتم إجراء العملية إلا بعد تقييم صحي كامل للمريض، يتضمن فحوصات الدم، وتاريخ الأمراض المزمنة (كالسكري وارتفاع ضغط الدم)، والتأكد من عدم وجود موانع للتخدير.

• الحد الأقصى للسلامة: يلتزم الجراحون بحدود الكمية الآمنة لشفط الدهون في جلسة واحدة (عادة لا تزيد عن 5 لترات من الدهون النقية)، خاصة إذا لم تكن مصحوبة بنقل سوائل وريدية مكثف.

2. الكفاءة الجراحية والتقنية

• الجراح المؤهل: يتم إجراؤها حصراً من قبل جراحي تجميل مرخصين وذوي خبرة في تقنيات نحت الجسم الحديثة (مثل VASER).

• استخدام التقنيات الآمنة: يساهم استخدام تقنيات مثل الفيزر في تقليل الصدمة الجراحية والأضرار التي تلحق بالأوعية الدموية والأنسجة، مما يقلل بدوره من النزيف والكدمات.

3. الوقاية من المضاعفات الخطيرة

• الوقاية من الجلطات (DVT): تُعطى الأدوية المضادة للتخثر (Anticoagulants) للمرضى ذوي عوامل الخطر، ويتم تشجيع المشي المبكر بعد الجراحة لمنع تكون جلطات الأوردة العميقة (DVT) والتي قد تؤدي إلى الانصمام الرئوي (Pulmonary Embolism).

• إدارة السوائل: يتم مراقبة كمية السوائل التي يتم حقنها وشفطها بدقة متناهية لتجنب اختلال توازن السوائل في الجسم (Fluid Imbalance).

• بيئة المستشفى: يتم إجراء العمليات تحت التخدير العام في غرف عمليات مجهزة بأحدث أجهزة مراقبة الوظائف الحيوية.

III. ? التعامل مع المضاعفات بعد الجراحة

في حال حدوث مضاعفات، فإن آلية التعامل السريع والفعال هي مفتاح السيطرة عليها:

• المتابعة المنتظمة: تتضمن الرعاية ما بعد الجراحة مواعيد متابعة منتظمة لتقييم الشفاء والكشف المبكر عن أي علامات للعدوى أو تجمع السوائل.

• جلسات التصريف اللمفاوي (MLD): تُعد ضرورية للتعامل مع التورم ومنع أو تليين التليف والتكتلات.

• المعالجة التصحيحية (Correction): في حال ظهور عدم انتظام في القوام بعد 6 أشهر، قد يقترح الجراح إجراء "تنقيح" (Touch-up) بسيط لشفط الدهون أو حقن الدهون (Fat Grafting) لتصحيح التعرجات وتحقيق التوازن الجمالي المطلوب.

في الختام، إن شفط الدهون في المستشفيات السعودية الحديثة يتم بتركيز عالٍ على السلامة، والجمع بين خبرة الجراح، والتكنولوجيا المتقدمة، والالتزام ببروتوكولات الرعاية ما بعد الجراحة، هو أفضل طريقة لتجنب المخاطر والحصول على نتائج مرضية.